بين القراءة والتطبيق للقانون


 بين القراءة والتطبيق للقانون



بقلم أ.د/ محمد عويان
بين التحليل والتدقيق وإمعان النظر في أُسطر القانون بكافة أفرعه( شريعته العامة والخاصة)- يظل الواقع العملي يحتاج إلي المزيد من التطلع والإبحار والإنهار والتموج مع الأمواج ارتفاعا وانخفاضا والإرتكان حينا ساحليا وحينا في الأعماق باحثا مع الحيتان وصولا لأعالي البحار. 

حيث القراءة وحدها دون ترجمة عملية لا تحقق الغرض منها – هذا وإن كان هناك من يُقدم الماء وأخر يحتسيه.

محمد عويان
د/ محمد عويان
وإذ بالعقد الأول وحمل رسالة المحاماة - يطرق مكتبي شخص ما – وإذ بالتعرف عليه عرفني هو بنفسي. وذكرني بأشخاص أعرفها وكلما ذكر منها رددت عليه رحمه الله. 

فيرد منكسرا حزينا على فراقه, وكأنه لا يعرف – وإذ بي أسأله من انت جاوب والدموع تذرف من عينيه حتى ابتلت خدوده وبتُ أضعف أمامه حتى حن قلبي, وإذ به يُخرج من جيبه حشية أوراق ملفوفة – وإذ به يشرح مضمونها حتى أستطيع ترتيبها, وإذ بها أوراق تدلل على إعلامات شرعية ومستندات ميلاد ووفاة. 

وإذ بسؤاله عما يريد أجاب تصحيح أسم الأم – مقنعا لي بأنها حاجة سهلة خالص. ويزيد إيهامه يا استاذ هعرفك انا بردوا انت ما شاء الله خبير بعملك, وحيث اخذتني الشفقة عليه قلت له ولماذا تبكي وهو أمر سهل أدعى بكبر سنه وعجزه عن الحركة, وإذ بي أقبل ثم تحل الكارثة - حيث الذهاب إلى المكان المعلوم لإتخاذ الإجراء, وكانت أولى أيام عملي في هذا النوع من الإجراء – وتأتي مكانة القراءة وإذ بمراجعة الأوراق أجد أمرا أخفاه هذا الشخص عني, ودار الحديث في ذهني ماذا يريد من وراء هذا التصحيح – فأخذتني التجربة العملية إلي التطبيق وإذ بي أتبين من مطالعة الأوراق جيدا - وبالبحث ظهرت النية من هذا التلاعب والتزوير الذي يريده – حيث اكتشاف أسم آخر مطابق لأسمه مع اختلاف اسم الأم الأول - والحقيقة هنا صُدمت وبالعودة أرسلت له بالمقابلة فورا- وفكرت كثيرا ماذا أنا بفاعل وأين سند وكالته ولم أكن أعي توقيعه على إقرار بتقديم مستنداته إليا ولولا عناية الله لأصبحت بين يدي العدالة للتحقيق معي في تزوير. 

وبحضوره إذ بي أطمئنه بالتمام وطلبت منه سند وكالة وطلبت اتعابي ومصاريفي وإذ به يُنفذ. وطلبت منه الإنتظار ثلاثة أيام لإتمام الإجراء, وبحلول اليوم الثالث - وبحضوره طلبت أمضاءه على إقرار بأن كل ما قدمه من أوراق مقدم منه وتحت مسئوليته وهنا رفض- رددت عليه ولما رفضك - إذ به يُعلل بهرتلة غير مفهومه – إذ بي أنفره يا مزور - لا أُريد رؤيتك ولولا أن أعلم القانون بشأن التزوير لقدمتك للعدالة. 

لذا لا يُغرنك بكاءه وأحمرار خدوده ولا فلوسه أحذر تأمن نصيحتي لك أيها الزميل المبجل.

د/ محمد عويان

   المحامي 


تعليقات
    20231230-155210-0000