الضمير اليقظ و المحاماة

الضمير اليقظ و المحاماة

بقلم أ.د/ محمد عويان - المحامي
د/ محمد عويان

بين صرخات الضمير اليقظ وبين الحق وصراعات الباطل ومحاولة بث سمومه وتوجيه سهامه ليُضل طريق الحق وسطوع طريق البطل، كانت سهام الحق ثابتة لا تنزح عن مكانها، ولا تلين عن ثباتها، ولا تنكسر مهما كانت صلابة سهام الباطل وسمومها، حيث الموكل المنكسر والشعور بالظلم وظلم أبناءه له، حيث الإضطهاد والإهانة والضرب وسلب أمواله، حيث الزوجة في تسلطها عليه، لزواجه من أخرى، وحيث التمكن من كل ما يملك، ثم رميه بين جدران الغرف المغلقة دون عائل أو سواعد تعينه على العيش، ثم القدر فتح بابه ليكون بين يدي من حمل الرسالة العظيمة "رسالة المحاماة" ممتثلا أمامه ليشكي له حاله، فتأتي العاطفة بكل ما حملت من معاني للوقوف مع المنكسر الضعيف حيث الأبناء" أنت ومالك لأبيك" كيف كان حال ظلمهم له، وحيث الزوجة "إذا أمرها أطاعته" كيف كان حال تسلطها عليه، ولما في غيرة النساء أشد عند الزواج عليهن، فدعنا ننظر إلى حال الأبناء ودع الزوجة "أم أولاده" جانبًا، فكانت الصرخات تشتد وأمانة الرسالة تزدادُ ضجيجًا وألمًا حتى يُرفع الظُلم والعدوان من على الأب، فكانت المستندات والأوراق لا تُسعف، وكانت الحيل ليُرد الباطل ولابد وأن ينتصر الحق، وظل الباطل في طريقه حتى بات الحق بين القضبان محبوسا محتاجا للأموال ولم يجد سوى ضمير يقظ، فكانت رسالة المحاماه أولى الضمائر، والوقوف بجانبه، وبها خرج الحق من محبسه، وسطع نوره، وبدأ طريقه ليرُد الباطل عن بطشه ويمزقه اربًا، ويسترد أمواله ويسدد ديونه، ويعطي كل ذي حق حقه، وهنا جاءت الرفعة لعظمة الرسالة وأداء الأمانة وانتصر الحق وهُزم الباطل، لكن مازال حاملها يدور في مخيلته أي ظلم هذا التبجح من الأبناء والأم ولما فعلا ذلك، وما هي الدوافع التي دفعتهم إلي بطش أبيهم وتعاون الأم في ذلك، هل من حق مستتر غير معلوم، بسببه وقع الظلم على الأب.
 لا شك أن الدائرة تدور وأن من ظلم سيُقتص منه.
 نعم هو القصاص.
وهنا ظهر الحق المستتر
دائنني الأب "الحق عاليه". 
فيزداد دور الرسالة على عاتق حاملها
حيث الحيرة بين الوقوف مع الحق أم الموكل المنكسر الهزيل "الأب" وبين الضمير اليقظ.
 لكن المبدأ الثابث عليه لا يتجزأ مهما كان ومهما كانت الضريبة فنصرة الحق حتمية- وهنا كانت المقاومة وثبات حامل الأمانة رغم التشويه ومحاولة الإساءة إليه لما يبذله من وساطة في إعطاء الحق – حيث المجالس العرفية المنصفة للحق متمثلة في القائمين عليها– وحيث الإستعانة بالبودي جارد والخروج على المألوف من الموكل المنكسر الضعيف "الأب"، محاربا الحق ومؤدي الرسالة – إلا أن الحق حق أن يتبع فلا بديل ولا تبديل، قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً.  
د/ محمد عويان
     المحامي 
      
تعليقات
    20231230-155210-0000