الوصول

الدكتور/ محمد عويان
صورة الكاتب

الوصول


هل بعد الوصول وصول ؟ أو بمعنى آخر هل للمرء من منتهى في حلمه للوصول ؟ الحقيقة ليس هناك وصول بالمعنى الحرفي، لأن كل وصول له منتهى، ثم يبدأ بعد ذلك في الانحدار أي السقوط مهما حاول أن لا يهبط فهو يعود حتما بالنزول، ولا يمكن أن يظل في قمة ما اعتلاه مهما طال زمنه في قمة الهرم، تلك حقيقة لا يمكن إنكارها، فالموت نهاية كل شئ أو السقوط حتما لانتهاء الصلاحية ، لكنها فطرة فطر الله الناس عليها ، الصغير يود أن يكبر والكبير يود أن لو عاد شابا ، وذات الطموح لا تنتهي أحلامه ، فإذا رزق بوظيفة تمنى أن لو كان رجل اعمال ، وإذا رزق بمهنة تمنى أن لو كان حرا بعيدا عن القيود ، وكذلك في الممارسات السياسية وغيرها يود أن لو ظل أبد الدهر ، وكأن هناك جاذبية جذبته لتلك الممارسة ، أيضا طالب العلم والمال لا يشبعان ابدا ، وهذا الأمر من الفطرة وان كان محمودا مادام فيه النفع لمحيط الشخصية فمرحبا به ، لكن السلبية في هذا الأمر ستقع على شخص هذا الإنسان لأنه يشعر عند السقوط وكأن حلمه قد انقطع ولا يريد أن يفيق ؛ خاصة طالب السلطة والمال ، لكن طالب العلم حقيقة لا تنفصل عنه لأنه دائما في بحث وتطلع لكل ماهو جديد ، ودائما يقدم المفيد للبشرية إذ كان دور ه البحث عن الحقيقة والجديد لافادة البشرية .

لذلك المفكر أو الباحث العلمي دائما في تطلع وتقدم ولا تزول عنه صفته أما طالب السلطة والمال إذا زالا عنه مبتغاه شعر بالعجز والنقص والألم .

تحياتي بقلم الدكتور محمد عويان المحامي.

تعليقات