شخابيط
وقت فراغ:
من غرائز النفس البشرية إحتياجها إلي وقت فراغ، وقت صفاء مع الذات، لإعادة حساباتها وتجديد نشاطها وترتيب أمورها من جديد، وكل نفس لها غريزتها المختلفة عن غيرها، فمن الأنفس من يخصص وقت فراغه لعمل مفيد وغيرها في أعمال حسب هواها كاللعب واللهو والترف والقيل والقال والجلوس على المقاهي ، وغيرها في ممارسة الرياضة أو مشاهدة مباراه رياضيه لكرة يد أو قدم، وكثير من الأنفس لها هواياتها المفضلة واحتياجاتها والكل يشبع رغباته حسب تطلباته، فلا غرابة من كاتب أو مؤلف حينما يخصص وقت فراغه لنشر مقالاته أو معلوماته، أو طبيب يقرأ جديد عن مجال تخصصه، وهكذا المحامي أو القاضي أو المهندس وغيرهم .
فالحقيقة أن النفس البشرية حسب تنوع الرغبات في الاشباع تجد ذاتها وتألقها وتقدمها ونجاحاتها ، وهنا فقط لا يهمها غيرها من الأنفس والكلام عن حالها ، فدائما وابدا التنافس والصراع موجود داخلها ولن تهدأ أو يهدأ لها حال الا بتحقيق مرادها ومبتغاها .
وليست كل الأنفس متشابهه ولا يمكن بحال من الأحوال أن تتولى جميعها ذات المكانة والمنصب واللي صار عدم التنوع
وهو في الأساس فطرة داخلها، فالاختلاف أمر طبيعي لاحتياج بعضها إلى بعض ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالتنوع والاختلاف.
فلا تقليل من شأن بعضها لبعض فربما ما تم استنكاره اليوم بات ملحا في طلبه والاحتياج إليه يوما ما .
وهذا ما ألفناه في الحقبة الزمنية الحالية ظهور العديد من التخصصات كالتكنولوجيا عموما ، وتنوع الخامات والأدوات وباتت مطلوبة والطلب عليها بكثرة ، فهناك من المعادن ما كنا نتخيل الاحتياج إليها بل صار حتما طلبها لعمل مشروع وتوفير مصدر دخل أمرا ضروريا .
في نهاية الأمر النفس البشرية خلقت لكي تعمل وتجد وتنتج وتخدم بعضها البعض حتى ولو بالقليل النافع ، وتجديد طاقتها حتى في وقت فراغها بتنوع ثقافتها فليس حتما تقيدها بتخصصها فالثقافة وتنوع الأفكار والمعلومات أمر يزيد من ثقلها ويشبع رغباتها .
تحياتي بقلم الدكتور محمد عويان المحامي.
العالم والجاهل:
العالم والجاهل، حقيقة تحتاج إلى تأمل وتعمق فكري للوقوف على مضمونها ومعناها، وهذا يحتاج إلى غوص في فهم الفرق بينهما ولا أقصد هنا فضل أحدهما على الآخر، ففضل العالم على الجاهل معلوم عبرت عنه كلمـات يسيرة قالها النبي - صلى الله عليه وسلم - زاد وزنها على وزن ما قالته جويرية - رضي الله عنها - ألا ترى إلى العالم يعـمد في صدقته إلى قريب له فقير فيتصدق عليـه، فينال أجر الصدقة، وأجر الصلة بإذن الله. والجاهل همه أن يتصدق فحسب، فلا يحصل إلا على أجر الصدقة فقط.... وغيرها من الأحاديث والاقوال في فضل العالم على الجاهل أو فضل العالم على العابد.
لكن المقصود هنا في الفرق بين العالم والجاهل مضمون تصرف كل منهما، فالجاهل إذا تصرف خطأ فله عذره لجهله حتى يتعلم، لكن الإشكالية الأخطر هي تصرف صاحب العلم والمعرفة والوعي والثقافة والمبادئ والقيم والاخلاقيات الراقية، تصرفا ينافي أسس العلم والقيم والأخلاق، فيظن الجاهل أنه على صواب عندما يفعلها تقليدا لأهل العلم والمعرفة.
فالعلم نهانا عن الكذب وشهادة الزور والتدليس والخداع والرشاوي والسرقة والنصب وأكل أموال الناس بالباطل والربا........إلخ أيا كان الأمر أو الوضع الذي وضع فيه المرء مع حفظ الحق في الاستثناءات المحصورة والمعلومة وفق القران والسنه النبويه على سبيل المثال في حال الاضطرار بالنسبة للكذب والسرقة اضطرارا وهذه استثناءات لا يقاس عليها ولا يجوز التوسع فيها " ".
لكن الخطورة تكمن فى تصرف بعض أهل العلم أو من ظن الجاهل أنهم أهلا للعلم لاعتلاءهم المنصة والتحدث بلغة أهل العلم، وذلك حينما يفعلون تصرفا يخالف ما يقولون، فهم يقولون الرشوة حرام ويدفعونها لنيل منصب من المناصب أو لتخليص مصلحة من المصالح، والكذب حرام ويفعلونه تحت مسمى السياسة، والسرقة تحت مسمى الاضطرار وكروشهم باتت بألاف الامتار أمامهم، والنصب والاحتيال تحت مسمى رضا المنصوب عليه والانجراف وراء الطمع، وخلافه من مسميات لا حصر حتى بات الجاهل يظن أنه على صواب وحتى شيع القول حول أهل العلم ..."حرص منهم دول يأكلون مال النبي ويحلون بالصحابة".
فالحقيقة يجب على المرء أن يضع نصب أعينيه الثوابت والقيم والمبادئ والاخلاقيات دون الأشخاص، ولأن الأمر بات خليطا ممزوجا فقد اختلط الحابل بالنابل وللاسف المسئولية أشد على أهل العلم والمعرفة من الذين يجهلون الحكم. فيمن تعلمتم وتعظمتم وباتت الكلمة بين أيديكم أمانة اتقوا الله في تصرفاتكم
الآنا طباع نفس :
الآنا لا تريد سوى أنها تريد, ومرادها نيل كل ما تريد، ولغيرها لا تريد أن ينال مما تريد......أأألكون كله لكي ؟!!!! وتريدي وغيرك لا يريد ، أمنطقا هذا ؟ أم حبا لشهوات طالت أنانية وكبر واستعلاء؟ أم طموح جهل، لمال ومنصب وجاه وفساد في الأرض؟ تلك نفس لم تشبعا ولو أخذت كل ما تريد، جحيمها نهمها، ونعيمها طمعها، حياتها منعزلة لا تعرف سوى جمع لحالها ومالها، بعيدة عن المجتمع منشغلة بنهمها وطمعها، تلك طباع بشر الآنا طباعها.
الغائبة:
في إطار التحول السريع من البساطة وتباطؤ عجلة التنمية والاستثمار حيث كانت الزراعات البدائية والصناعات الضرورية المعلومة ودونهما لا جدوى أو اهتمام، في الوقت الذي كان يسوده الاهتمام بالمبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية بين أفراد المجتمع الواحد حيث احترام الكبير وتأدب الصغير وحب الناس لبعضهم البعض ومساعدة المحتاجين والفقراء والاطمئنان على بعضهم البعض حبا وطاعة وليس مصلحة أو رياء، وببيات الأمر إذ بالتحول إلي سرعة عجلة التنمية والاستثمار في كافة المجالات وتنوع الأفكار والخدمات قل الحفاظ على القيم والمبادئ والاخلاقيات وكثير من مسائل الإحسان والتقرب والمودة والمحبة والإخاء والإخلاص في الله، وباتت المادة والمصلحة والآنا أولا وساد حب المال حبا جما بكل السبل دون مراعاة لحدود الحلال والحرام، وكأن الإنسان خلق لهذه المهمة ونسى الأصل الذي خلق من أجله كما جاء في كتابه الحكيم بسم الله " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ'٥٦' مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ '٥٧' إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ '٥٨' " صدق الله العظيم.
وهو ما يدعنا نذهل ونتسأل؟ أصحيح التطور الهائل وعملية التنمية المستدامة ، افقدنا كثير من العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية، وباتت الحياة جافة خالية من أواصل الحب والمودة والرحمة والبحث في صلة الرحم لكسب العواطف في حال التشاجر والنزاعات بين الأطراف لانهاءها بالشكل السلمي، أما أن الأمر ليس له علاقة بمسائل التطور والتنمية بقدر ما له علاقة منذ النشأة الأولى في التربية والتعليم والتأسيس عليها مهما كانت الظروف والتحديات ، الحقيقة أن التربية هي المقام الأول ومهما كانت الظروف فالمعدن الأصيل لا يؤثر فيه عامل الصدأ ، وهو ما زال يوجد رغم غياب العديد من القيم والمبادئ التي اعتدنا عليها منذ عهد الآباء والأمهات.
يهمنا تفاعلك