جريمة الشهادة الزور في إعلام الوراثة وانقضاؤها بمضي المدة ثلاث سنوات من تاريخ وقوعها لا من تاريخ بطلان الإعلام.................
تُعد الشهادة الزور من أخطر الجرائم التي تمس شرف العدالة وتهدد استقرار الحقوق، خاصةً في قضايا إعلام الوراثة التي تُبنى على أقوال الشهود أمام الجهة المختصة بإصدار الإعلام.
نصت المادة (226) من قانون العقوبات المصري على معاقبة كل من يقرر أمام الجهة المختصة بأخذ إعلام الوراثة أقوالًا غير صحيحة، سواء كان يجهل حقيقتها أو يعلم بعدم صحتها، متى صدر الإعلام استنادًا إليها. وتبدأ مدة التقادم (ثلاث سنوات) من تاريخ الإدلاء بالأقوال الكاذبة ذاتها، وليس من تاريخ صدور حكم ببطلان الإعلام، لأن الجريمة تقع وتكتمل في لحظة أداء الشهادة الكاذبة.ماهية الشهادة الزور شرعًا:
هي نوع من الكذب المتعمد الذي يُقلب به الحق باطلًا والباطل حقًا، وقد نهى الله تعالى عنها بقوله:
"فَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ"
وعدّها النبي ﷺ من أكبر الكبائر بقوله:
"ألا وشهادة الزور، ألا وقول الزور."
الشهادة الزور قانونًا:
هي أن يشهد الشخص أمام المحكمة، بعد حلف اليمين، بأقوالٍ مخالفةٍ للحقيقة بقصد تضليل القضاء أو إنكار الحق أو تأييد الباطل. أما الأقوال التي تُدلى في محاضر الشرطة أو أثناء التحقيقات أو أمام مكاتب التوثيق فلا تُعد شهادة زور لعدم توافر ركنها الجوهري وهو الإدلاء أمام القضاء بعد اليمين.
⚖️ العقوبات المقررة:
في الجنايات ➤ الحبس أو السجن المشدد، وقد تصل إلى الإعدام إن ترتب على الشهادة الزور إعدام بريء (م 294 – 295 عقوبات).
في الجنح والمخالفات ➤ الحبس لمدة لا تزيد على سنتين (م 296).
في الدعاوى المدنية ➤ الحبس لمدة لا تزيد على سنتين (م 297).
وإذا قبل الشاهد عطية أو وعدًا ➤ يعاقب بعقوبة الرشوة أو الشهادة الزور أيهما أشد (م 298).
وتشمل العقوبة كذلك الخبراء والمترجمين إذا غيّروا الحقيقة عمدًا في تقاريرهم (م 299 – 300).
خلاصة القول:
الشهادة الزور جريمة تكتمل بمجرد الإدلاء بالأقوال الكاذبة أمام الجهة المختصة بعد اليمين، وتنقضي بمضي ثلاث سنوات من تاريخ وقوعها، لا من تاريخ الحكم ببطلان الإعلام. أما الأقوال التي تصدر أمام جهات غير قضائية فلا تُعد شهادة زور وإنما تقع تحت طائلة المادة 226 عقوبات كإدلاء ببيانات غير صحيحة.
يهمنا تفاعلك