تفكيك المجتمع - الجزء الثاني

مراحل تدمير المجتمع

مراحل تدمير المجتمع – يوري بيزمينوف
مراحل تدمير المجتمع (الجزء الثاني)

✓✓ مراحل تدمير المجتمع (الجزء الثاني)

عن / يوري بيزمينوف – عميل الاستخبارات السوفيتية السابق

✓✓ سادسا: تزوير الانتخابات والتلاعب بها

  • غالبا ما يتم اللجوء الى تشكيل دوائر ومفوضيات انتخابية من عناصر موالية للحاكم او الأحزاب السياسية المتنفذة او من الفاسدين الذين لا يستطيعوا مقاومة الاغراءات المالية عبر الرواتب العالية والمخصصات والمنح والامتيازات الكبيرة، لضمان ان تكون نتائج الانتخابات موافقة لرؤية الطبقة الحاكمة وتخدم اجندتها.
  • العمل على ترشيح وانتخاب جهلة ومرضى نفسيا وفاسدين ورجال دين متطرفين ومنافقين ومنحرفين جنسيا واخلاقيا، وهم الذين يقررون مصير المجتمع حاضرا ومستقبلا، وتحديد ما يفيده وما يظهره وفق رؤياهم، دون ان يعوا ما يقولون، او ينفذوا ما تعهدوا به لناخبيهم، ويمارسون فن التنصل عن الوعود بأذكى الطرق.
  • لذا عندما يدير السفينة راعي غنم وليس ربان ماهر، فمصير السفينة الغرق حتما، وتنحرف وعودهم لناخبيهم بمقدار 180 درجة، ويتصفوا بصفاقة لا حدود لها عندما يرشحوا انفسهم في انتخابات قادمة.
  • في الدول المتخلفة يلعب الوازع الديني والمذهبي والعنصري والعشائري دورا مهما في تحديد نتائج الانتخابات، علاوة على السخاء المادي الذي يبديه المرشح للناخبين من خلال توزيع المال والمساعدات العينية، والافضلية في التعيينات وغيرها من المزايا، التي تتلاشى بعد فوزه في الانتخابات كما يتلاشى الضباب عند بزوغ الشمس.
  • تتحول المشكلة الى كارثة عندما ينخدع الناخبون ولا يتعظوا من التجربة السابقة، فيصوتوا لنفس المرشح الذي خدعهم، وهذا ما نطلق عليه إستحمار الناخبين.

✓✓ سابعا: تدمير الاقتصاد الوطني

  • العمل بكل جهة على قتل الصناعة والزراعة الوطنية، ودعم التجارة الخارجية، وجعل الميزان التجاري يعمل وفق قاعدة عدم التكافؤ، أي اقتصاد أحادي الجانب قائم على الاستيراد لكافة السلع الإنتاجية والاستهلاكية.
  • محاربة الصناعيين والمزارعين الوطنيين برفع أسعار المواد الأولية، ورفع الدعم عنهم، وحرمانهم من القروض، وجعل منتجاتهم أعلى سعرا من المستورد فيعزف عنها المواطن.
  • خلق الفوضى الأمنية وعدم الاستقرار السياسي، فتعزف رؤوس الأموال الأجنبية عن الاستثمار، باعتبار ان رأس المال جبان.
  • تكوين جيش من العاطلين، غالبيتهم من خريجي الجامعات، وتعطيل القوة العاملة الشبابية يعني اغتيال مستقبل البلد وتعطيل عجلة التنمية.
  • إدامة العجز في الميزانية العامة من خلال تفاقم الديون الخارجية وتحميل الأجيال القادمة تبعات أخطاء من سبقهم.

✓✓ ثامنا: تدمير المؤسسة العسكرية

  • تحويل الجيش من سور للوطن الى سور للحزب الحاكم، وبدلا من حماية الشعب يستخدم في قمعه.
  • توزيع الرتب العسكرية وفق الولاءات الحزبية والعلاقات الشخصية، ودمج عناصر حزبية لم تخدم يوما في الجيش، واستبعاد الكفاءات.
  • تأسيس وحدات عسكرية خارج الدستور، لا تخضع للمؤسسة العسكرية العليا، فتتحول من ظهيرا للجيش الى قوة تنافسه.
  • إخضاع المؤسسة العسكرية للمحاصصة الطائفية والقومية، وتقديم الولاء للحزب على حساب الوطن.
  • تنصيب وزير دفاع لا علاقة له بالجيش ولم يخدم يوما فيه، وربما يكون مزدوج الجنسية.

✓✓ تاسعا: تدمير القضاء

عندما قيل لزعيم اوربي ان الدولة ينخر فيها الفساد، سأل: هل وصل الفساد الى التعليم والقضاء؟ فلما قيل له لا، قال: إذن نحن بخير.

القضاء هو الحصن الأخير لحماية الشعب، وعندما تهيمن السلطة التنفيذية عليه يتحول الى أداة بيد الحاكم، وعندما ينهار التعليم والقضاء لا تقوم قائمة لأي بلد.

  • بسط نفوذ الأحزاب الحاكمة على القضاء، وتعيين قضاة موالين لها، واستمالتهم بالامتيازات.
  • تدمير القضاء بالمحاصصة الطائفية والقومية، وتعيين قضاة بلا كفاءة.
  • جعل قرارات القضاء مثار سخرية، والتغاضي عن الجرائم الكبرى، فتضيع حقوق الناس.
  • إذعان القضاء لإرادة الحاكم حتى لو كانت ظالمة.

✓✓ عاشرا: تدمير القيم الاجتماعية وتفكيك الأسرة

  • تفكك الأسرة، وانشغال كل فرد بالموبايل والحاسوب، والتمرد على الأعراف.
  • ترويج المخدرات بين الشباب، وتخفيف الأحكام على تجارها.
  • توسيع دور العاهرات وصالات القمار والنوادي الليلية.
  • ترويج المثلية وتحويلها من حالة شاذة الى طبيعية.
  • إشاعة البطالة والفقر، وإغراق الشباب بالمواقع الإباحية.

✓✓ أحد عشر: استبدال المنظمات الاجتماعية والثقافية بمنظمات مشبوهة

يتم استبدال المنظمات الشعبية بمنظمات مصطنعة تروج للأفكار الهدامة، وتشجع الانحراف، وتسيطر على النقابات ومؤسسات المجتمع المدني، وتسخرها لخدمة الأحزاب الحاكمة، وتشوه المنظمات المعارضة عبر الإعلام والذباب الإلكتروني.

يقول بيزمينوف جملة شهيرة:
"الشخص الذي تعرض لغسل الدماغ (Demoralized) لن يصدق الحقيقة حتى لو قمت بصفعه بها على وجهه، وحتى لو قدمت له الأدلة والوثائق، سيظل ينكر الواقع حتى تأتي الدبابة وتركل مؤخرته، عندها فقط سيفهم، ولكن الأوان سيكون قد فات."
تعليقات