✓✓ مراحل تدمير المجتمع (الجزء الأول)
إن تدمير أي مجتمع وتفكيكه يحتاج الى مدة ما بين 12 ـ 18 سنة على اقل تقدير، لإيجاد جيل بديل يؤمن بما تفعل به، ويساهم بشكل فاعل عن قصد او بدونه في هتك عرض البلد، واطفاء سراج ماضيه وحاضره.
بلا أدنى شك ان تدمير أي بلد بصورة مقتضبة يكون عبر قاعدة معكوسة (الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب) بمد الجهل والفساد، وجزر الكفاءة والثقافة، والسير بخطى ثابتة نحو الهاوية.
مع الأخذ بنظر الاعتبار تسخير العامل الديني والعبث به، حيث يعتبر افضل طريقة لتدمير المجتمع، وهناك شواهد تأريخية وحاضرة يمكن الإشارة اليها، وهذا لا يعني إهمال بقية العوامل التي سنتناولها باقتضاب في المبحث، ويمكن للباحثين والدارسين الاستفادة منها وتوسيعها في كتاب او كتيب، ويمكن ان نمد الكاتب بأفكار جديدة ونساعده قدر الإمكان في عمله، ونوجهه نحو الكتب التي تفيده، سيما أصحاب الدراسات العليا.
✓✓ أولا : تدمير الدين من خلال
- الترويج بان الدين لا يتماشى ولا يصلح للحاضر ويتعلق بمجتمعات قديمة، فهو غير قادر على التكييف مع التطورات التقنية والتقدم العلمي في مختلف مجالات الحياة، وغير قادر على حل المشكلات المعاصرة وسيما المتعلقة بالشباب، والاهتمام بالذكاء الصناعي وغيره من المستجدات التقنية.
- إيجاد التناقضات في الدين والعقائد، من خلال تشجيع الدراسات الفلسفية الميتافيزيقية والمنطق والأفكار الالحادية، وتبني وجهات نظر مراجع دينية جاهلة تجعل الناس يشمئزون من الدين، ويبتعدون عنه.
- التشجيع على هجرة رجال الدين الأتقياء، والحريصين على دينهم من خلال محاربتهم عبر قنوات موجهة وذباب الكتروني، وبث بذور الحقد والبغضاء بينهم وبين السلطات الحاكمة.
- تحريف الكتب الدينية ونشر الكتب المحاربة للدين وتطعن فيه من خلال دعم الكتاب المشوهين للدين ودور النشر المسيئة ماديا ومعنويا، ونشر كتب منحرفة ودعمها من خلال بيعها بأسعار منخفضة، والدعاية لها عبر استعراض ما فيها بما يثير فضول القراء سيما الشباب، وبث برامج تجادل فيها محتويات تلك الكتب.
- السخرية من الدين ورجال الدين، وجعل الخطباء اضحوكة امام الناس من خلال جهلهم وحماقتهم والقول بالبدع والاساطير والمعجزات التي تتعارض مع الدين، وكل ما يتعارض مع المنطق والعلم.
- ترويج ودعم المذاهب الحادية التي تتعارض مع القيم الأخلاقية التي حضت عليها الأديان، وتسخيفها عبر وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.
- إلغاء المؤسسات الدينية ذات التوجه الصحيح، او عدم دعمها، واحلال مؤسسات علمانية بديلا عنها، والطعن في تلك المؤسسات الدينية من حيث تشويه طرق تمويلها، والانحراف الأخلاقي لبعض عناصرها، ومهاجمة افكارها ومبادئها.
✓✓ ثانيا: تدمير التعليم
- من خلال ترويج الانحرافات الجنسية واشغال الشباب بالرياضة والفنون واعداد الطعام والبرامج الترفيهية والانشغال بالهواتف الموبايل والألعاب الالكترونية والحاسوب ومتابعة البرامج التي تتعارض مع الدين وتتضمن أمور اباحية.
- الغاء الفيزياء والكيمياء والرياضات وبقية العلوم التقنية الصرفة وبقية العلوم المفيدة، وفرض مناهج متخلفة لا تواكب التطورات العلمية والتقنية في العالم، ومحاربة الكفاءات الوطنية.
- نصب وزير تعليم جاهل او صاحب شهادة مزورة، ومن اختصاص لا علاقة له بالتعليم.
- تغيير المناهج الدراسية من الدراسة الابتدائية فالجامعية والعليا بمناهج تافهة لا قيمة لها، او تزرع الفتن، وتثير النعرات الطائفية والقومية.
- استبدال الجامعات الرصينة المعروفة دوليا، بجامعات أهلية تعمل وفق قاعدة الشهادة مقابل المال.
✓✓ ثالثا: تدمير هيكل الدولة
العمل على تقليل هيبة الدولة ومكانتها بين الدول من خلال تشكيل هيئات رقابية وانتخابية من أعضاء أحزاب حاكمة او موالية للحاكم، ودعمها ماليا لتزور الانتخابات...
نشر الفوضى السياسية وإشاعة الرشوة والتزوير والمحسوبية والمنسوبية، وتجويع الشعب وفق القول (جوع كلبك يتبعك).
✓✓ رابعا: تدمير الثقافة والاعلام
تتم من خلال تنصيب وزير لا علاقة له بالثقافة والاعلام، وجعل وسائل الاعلام أداة لترويج الحاكم والحزب.
✓✓ خامسا: تدمير النزعة الوطنية
سلخ الوطنية من جلد الشعب، وتسليم مقاليد الحكم الى جهلة وعملاء، وتشجيع النزعات العشائرية والعنصرية.
يقول بيزمينوف جملة شهيرة:
"الشخص الذي تعرض لغسل الدماغ لن يصدق الحقيقة حتى لو قدمت له الأدلة والوثائق... ولكن الأوان سيكون قد فات."

يهمنا تفاعلك